Loading

معا نحو مستقبل مستدام

التوجهات الاستراتيجية

تشجيع الابتكار الاجتماعي

في ظل الطبيعة المعقدة للمشكلات الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية المتشابكة التي تواجه الإنسان والكوكب، أصبح علينا أن نفكر في عالمنا المعقد بشكل مختلف، بحيث نرى الأنظمة التي نتواجد فيها جميعاً، ونفهمها ونعي عناصرها والتفاعلات المستمرة فيما بينها، حتى نتمكن من بلورة أشكال جديدة من الحلول المستدامة لمشكلاتنا المركبة، والتي أخفقت الحلول التقليدية في حلها أو تخفيف وطأتها.

من هنا بدأ تطور مفهوم الابتكار الاجتماعي، والذي يمكن تعريفه بأنه عملية متعددة المستويات تهدف إلى تطوير وتصميم وتنفيذ حلول مبتكرة للمشكلات الاجتماعية المعقدة، استنادا إلى إحداث تغيير منظومي عميق.

يتلاقى الابتكار الاجتماعي مع منطق التنمية المستدامة، فكلاهما معني بمواجهة المشكلات المركبة وينطلق من أرضية العمل على التغيير المنظومي لتحويل عالمنا، لذلك تسعى الشبكة إلى تشجيع الجمعيات والمؤسسات الأهلية على فهم ماهية الابتكار الاجتماعي، وأهميته في مواجهة التحديات الشائكة التي تعاني منها مجتمعاتنا المحلية والفئات المهمشة، وإتاحة فرص التدريب والتعلم وبناء القدرات أمام الكوادر التنموية لتعزيز قدراتهم الابتكارية للإسهام بشكل غير تقليدي في تحسين جودة حياة الإنسان وازدهار البيئة.

تعزيز العمل المناخي

في ظل تفاقم الآثار السلبية لتغير المناخ وارتفاع معدلات الاحترار العالمي، تبدو الحاجة ماسة لفهم ما جاء في التقرير السادس عن حالة المناخ  للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ IPCC، والذي وصف تغير المناخ بأنه “مشكلة اجتماعية” بقدر ما يمثل “مشكلة علمية”، وهو ما يعني أنه لتغير المناخ تداعيات سلبية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، بما يعني ضرورة تكاتف جهود جميع الأطراف التنموية نحو الانخراط الايجابي في العمل المناخي للمساهمة بفاعلية في إنفاذ استراتيجيات التكيف والتخفيف.

تسعى الشبكة إلى تمكين المجتمع المدني العربي من القيام بدوره في إجراءات التكيف والتخفيف بالشراكة مع المواطن والحكومة والقطاع الخاص، وذلك عبر توفير المعرفة العلمية الصحيحة والمبسطة في الوقت نفسه حول تغير المناخ وتداعياته، وتيسير فرص الشراكة والتعاون والتنسيق بين جميع الأطراف التنموية من جانب، وبينهم وبين خبراء المناخ والجماعة العلمية من جانب آخر، أيضا تزويد الجمعيات والمؤسسات الأهلية وكوادرها التنموية بالأدوات والآليات والكفاءات التي تمكنهم من بلورة خطط عمل تنموية تراعي البعد المناخي وتأثيره على المجتمعات المحلية والفئات الأكثر عرضة للخطر.

تيسير التحول الرقمي

تؤمن الشبكة بأهمية تحويل المجتمع المدني العربي إلى مجتمع رقمي متصل عبر الإنترنت “Online Community” للاستفادة من الإمكانات الهائلة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة لصالح تعزيز القدرات الإبداعية لأطراف العمل التنموي.

ومن هنا، سعت لخلق فضاء إلكتروني مفتوح للمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الحكومية والمؤسسات التنموية الدولية للتفاعل والتواصل، وذلك عبر منصة التعلم وبناء الشراكات.

المنصة تفتح آفاق للمعرفة والتعلم المشترك وبناء الشراكات بين مختلف الأطراف، للإسهام بفاعلية في إنفاذ أهداف 2030 من أجل تحويل عالمنا لعالم مستدام. 

هذا الفضاء المفتوح يتضمن إمكانات وأدوات متطورة تسمح بتيسير التفاعلات بين مستخدميه،  وعبر تفاعلهم معاً، ومعه سيتحول تدريجيا إلى فضاء غني بالتفاعلات والإبداعات والمبادرات التشاركية التي نأمل أن تسهم في تحويل عالمنا. 

 

التحول نحو التنمية المستدامة

 

منذ إطلاق أجندة التنمية المستدامة 2030، بمقر الجمعية العامة بالأمم المتحدة عام 2015، وجميع أطراف العمل التنموي منشغلين بضرورة الإسهام بفاعلية في إنفاذ أهدافها السبعة عشر والخطط الوطنية ذات الصلة، ولكن دون الالتفات بعمق لما وراء أجندة 2030، والتي تأتي كمنتج نهائي يعبر عن الحاجة إلى تبني نهج تنموي حديث يراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وأيضا السياسية والثقافية في آن واحد. 

لقد أدركت الشبكة أهمية تأصيل نهج التنمية المستدامة وهو الإطار الناظم والحاكم لأجندة 2030، ومناقشة الالتزام الجديد الذي ينطوي عليه هذا النهج، وهو الالتزام الأخلاقي بتلبية الحاجات الأساسية للجميع، وبحق الأجيال الحالية والقادمة في تلبية احتياجاتها، فالتنمية التي لا تراعي حقوق “الجميع” ولا تحترم حق الأجيال “الحالية والمستقبلية” في حياة أفضل لا يمكن بأي حال أن تتسم بالاستدامة. 

هذا الالتزام الأخلاقي يعني بالضرورة إحداث تحول في قيم المجتمع العالمي، التي أدت بنا إلى هنا.. إلى لحظة الاحتياج إلى نهج تنموي جديد يوقف تدهور حالة الناس والكوكب. 

لهذا أنتجت الشبكة المدونة العربية للتنمية المستدامة والتي تبلور النسق القيمي الحاكم للتنمية المستدامة، وأنماط السلوكيات التي تمثل انعكاس لهذه القيم، ومنظومة المهارات والكفاءات ذات الصلة.  

كما أنتجت أيضا  نموذج تعلم تفاعلي مبتكر يهدف إلى تكوين كادر تنموي يستجيب للمهمة المركبة في إنجاز تنمية مستدامة وفق مدونة قيمية وسلوكية حاكمة.